عن الجامعة الألمانية

facebooktwittergoogle_plusredditpinterestlinkedinmailfacebooktwittergoogle_plusredditpinterestlinkedinmail

 

فى ظل الأحداث التى تجرى فى الجامعة الألمانية وبما أنى عملت بالجامعة الألمانية بين 2003 و 2008 وجدت أننى يجب أن أكتب شيئاً وإن كنت أعرف أن ما سأكتب يمكن أن يغضب الكثيرين

بدأً أود أن أسجل أن فصل الطلاب لم يكن بالقرار الصائب فى رأيي وأعتقد أن إلغاء القرار واجب. أيضاً أود أن أعترف إنى فضلت أن أكون بعيداً قدر ما أستطيع عن الموقف هناك وفقط حاولت مساعدة بعض الطلاب المفصولين ولكن من بعيد

إلا أن الهجوم العنيف من قبل الكثيرين على الجامعة الألمانية جعلنى غير مرتاح لما يحدث، فقد كنت من القليلين الذين بنيت هذه الجامعة على أكتافهم بل أنى استثمرت سنوات شبابى فى بنائها جنباً إلى جنب مع كثيرين وتعاملت مع الذين يتم الهجوم عليهم الآن عن قرب شديد وخبرتهم جيداً واحترمتهم كثيراً، فإن كنت مخدوع طيلة هذا الوقت فتلك كارثة وإن كان الهجوم الشديد بغير ذات أساس فتلك مشكلة وإن كان الهجوم على أساس سليم ولكن فى غير صوب صحيح فالمشكلة أكبر

فأنا مثلاً أعلم علم اليقين أن الدكتور أشرف منصور ظل يعمل طيلة العشرين سنة الماضية بلا توقف لبناء تلك الجامعة وكنت أراه وهو منهك لدرجة أن عظامه تئن من عدم النوم وهو مازال يعمل فقط لأنه مؤمن بالجامعة. رأيته وهو مهتم بكل تفصيلة ولو دقيقة حتى تكتمل رؤيته للجامعة، حتى نوع الشجرة التى تزرع وتصنع ظلاً بعد عشرين عاماً، كما أعلم علم اليقين أنه وأثناء التحضير لبناء الجامعة عرض عليه العمل بما لا يمكن أن يكسب من وراء الجامعة، بل وأعلم علم اليقين أيضاً أنه حورب من قبل البعض فى الدول المجاورة حتى لا يقوم ببناء تلك الجامعة. لقد تعلمت من الدكتور أشرف منصور الكثير وتعارضت معه فى الكثير وهو ليس بالشخصية سهلة الإقناع بل وأحياناً لا يقبل حتى النقاش ولكنى ومع كل هذا لا أستطيع أن اقتنع أن كل العمل الدؤوب والتفانى هو فقط من أجل مشروع استثمارى، بل كنا نعمل جميعاً حتى تقدم الجامعة أفضل تعليم ممكن بل وتخرج كفاءات، وأعلم أن خبرة الكثير من الطلبة فى السنوات الأولى كانت غير ممتازة ولكننا بذلنا أقصى جهد ممكن وتلك فقط كانت طبيعة الأشياء، فى أى بداية تكون  العاصفة ثم تهدأ العاصفة ويبدأ العمل بصورة طبيعية ثم يأتى الأداء الجيد
Storming – Norming – Performing

وأتذكر هنا موقفان دالان على مدى إصرار الدكتور أشرف منصور وإيمانه بالجامعة وبطلبة الجامعة، فحين كان يشكو الأكاديميون من الطلاب ومستواهم كان يؤكد هو دائماً أن هؤلاء الطلاب أفضل منه كثيراً بل أنه متأكد أن ما سيقدمون للعلم سيفوق ما قدمه هو بمراحل وكان يؤكد لهم أنه لا يكفى أن تذهب بالحصان للنهر فإن لم يشرب فهذه مشكلته، بل يجب علينا أن نفعل كل ما هو ممكن حتى يشرب الحصان من النهر حتى وإن لم يريد، فيكون كل طالب متخرج من الجامعة على أعلى قدر ممكن من العلم. والموقف الآخر حدث بعد زيارتى للجامعات الألمانية التى نتعاون معها وكان سؤاله لى عن مدى تقديرى لمستوى الجامعة الألمانية بالقاهرة مقارنة بتلك الجامعات وقد كان الحزن والهم وخيبة الأمل بادياً على وجهه حين قلت أن أمامنا عشر سنوات على الأقل لنصبح فى مستواهم أو أفضل، كان هذا فقط بعد ثلاث سنوات من افتتاح الجامعة، وكأنه لا يطيق الانتظار حتى يرى مستوى الجامعة والطلاب فى مصر مثله مثل فى ألمانيا

وقد كان منوط بى فى السنوات الأولى تطبيق نظام يؤكد على التعددية فى كل فصل دراسى ومجموعة دراسة وقد قمت بتطبيقه بتشدد ولذا كنت مكروه من أغلب الطلاب ولكنى كنت على تواصل مع الكثيرين أيضاً بل ولى صداقات مع كثيرين وعملت أيضاً مع البعض منهم، وأستطيع أن أقول أن طلبة وخريجى الجامعة الألمانية على قدر كبير من الكفاءة، بل إن الذين عملت معهم كانوا الأكفأ على الإطلاق من بين الذين عملت معهم، والذى يعرفنى جيداً يعرف أنى فى العمل دقيق وحاسم ولا أقبل بأنصاف الحلول ومع ذلك فقد كان عملهم دائماً يفوق توقعاتى

إننى فى الحقيقة لا أعرف ما إذا كان هناك فساداً مالياً أم لا، ولكنى لا أستطيع أن أتخيل أن الهدف من إنشاء تلك الجامعة كان الاستثمار والتربح. إننى لا أستطيع أن أزعم أنه لا يوجد مشاكل إدارية فى الجامعة الألمانية فعمرها أقل من عشر سنوات ولكنى أستطيع أن أؤكد أننا كنا نعمل كل ما هو ممكن وغير ممكن لتحسين أداءها وأنها من بين أفضل الجامعات المصرية وخريجيها من أفضل من عملت معهم

وأخيراً فإن كان هناك بالفعل فساداً إدارياً أو مالياً أو ما هو غير قانونى فيجب أن يتوقف ويحاسب وأكرر أنه يجب أن يعاد الطلبة المفصولين إلى دراستهم، ولكن فى نفس الوقت لا يجب فى طريقنا لمحاربة الفساد أن نسيئ لجامعة بكل من يعملون بها ونشوه صورتها وهى فى رأيي من أفضل الجامعات المصرية، لا يجب أن ننكر على فرد مجهود فوق احتمال البشر – رأيته بعينى – من أجل حلمه فى بناء وإعطاء قيمة أعلى للطالب والخريج المصرى وفقط نعته ووصمه بالفساد، وبمعرفتى بدكتور أشرف منصور فإن جزء كبير من تشدده وعناده فى الموقف الحالى هو إحساسه بمهاجمة وتشويه صورة الجامعة الألمانية والتى هى حلمه الذى كرس حياته من أجله

إننا فى محاربتنا للديكتاتورية العسكرية إنما نحارب من أجل حلم، مستعدين أن نبذل كل ما لدينا وحتى حياتنا من أجل هذا الحلم، نقاتل باستماتة من يهاجم حلمنا فى الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، فلنحاول إذاً أن نفهم أن تشويه صورة الجامعة الألمانية هى بالنسبة له – محاولة قتل لحلم آخر ووقتها فقط سنفهم أين يقف الآخر –

More Posts - المزيد من المقالات

  • Hope Beyond June 30 Everyone I meet asks what comes after June 30? We are taking the country once again towards the unknown? Is there a clear way to start building a democratic stable state? Is there hope […]
  • The Organization: Resolving Not Just Dissolving No one can deny that what Egypt is going through now is baffling, and muddles for many people a clear analysis of the issues, especially as involvement in the ever accelerating stream of […]
  • Constitutional Amendments & Schedule Problem – إشكالية التعديلات الدستورية والجدول الزمنى For English Version Click Here - للغة العربية الفصحى اضغط هنا الثورة بتاعتنا ومصر كلها داخلة على كارثة ممكن ترجع البلد سنين وسنين ورا، لما إللى يحط دستور مصر الجديد ناس يختارهم  الحزب […]
  • Europe & The DAESH Within “One day not very far, Europe will wake up to a nightmare”. I made this comment to friends during a 2012 visit to Europe. They swiftly dismissed it. Yet just two years later, with DAESH […]
facebooktwittergoogle_plusredditpinterestlinkedinmailfacebooktwittergoogle_plusredditpinterestlinkedinmail

Leave a Reply

Kemety Think Bank © 2016 Frontier Theme